القائمة الرئيسية

الصفحات

ملامح الكساد الكبير في عصر الكورونا


في عام 1918 انتهت الحرب العالميه الأولي،ازدهار غير مسبوق حصل للاقتصاد الأمريكي،تقدم صناعي مذهل صاحبه نمو متسارع في الاقتصاد المالي ،وبالتبعبه وظائف اكتر وقروض اكتر ،المال أصبح بيد الجميع ،اتجه الأمريكيون بهذا المال الي شراء الكماليات الاغلي ثمناً والأكثر رفاهيه

  • إشتروا الراديو والأجهزة المنزلية،واتجهوا لشراء السيارات ،كان شراء وإنتاج هذه السيارات يعكس مدي الرخاء الذي وصل إليه الفرد الأمريكي،حيث تضاعف إنتاج مصاتع هذه السيارات الي أكثر من مرتين لدرجة أنه تم إنتاج سياره واحده في كل 10 ثوان بمنتصف عام 1920،في نهايه العشرينات كانت لكل عائلة أمريكية سياره بإختصار كان ذلك العصر هو عصر المستهلك الأمريكي بإمتياز
و الآن... ماذا بعد هذه الرفاهية .. طبعا الاستثمار ،مستثمرون من شتي الطبقات والمستويات ضخوا مبالغ ضخمه في البورصه ارتفعت أسعار الأسهم الي قيمٍ خياليه وغير واقعيه البنوك أصبحت تمول القروض مع شروط مريحه فتضاعف الاستثمار وارتفعت الأسعار أكثر فأكثر 
  • في 24 أكتوبر عام 1929 علي لائحة البيع في وول ستريت تم عرض أكثر من 13 مليون سهم العرض كان اعلي من الطلب وبالتالي انخفضت أسعار الأسهم وتلقائيا تحولت الشاشه للون الاحمر وهَوَت الأسهم نحو القاع، عمت الفوضي في القاعه فالمستثمرون يرون أموالهم تتبخر امام أعينهم ، الأمر لم يتوقف هنا ،في الايام التي تلت ازداد عدد الأسهم المعروضه الي 30 مليون سهم، أصبحت الأسهم بلا قيمه وغرق المستثمرون في ديون عميقه مما اجبر البنوك علي إعلان إفلاسها ،اما الدوله فقد عجزت عن مواكبة الطلب المتزايد علي السيولة النقدية اي انها لم تتمكن من تحويل الممتلكات الي نقود بأقل الخسائر وأسرع وقت وعندها حدث الكساد الكبير
تأثير الازمه علي الإقتصاد الأمريكي امتد الي خارجها فالبنوك الامريكيه حاولت حل الازمه بإسترجاع مبالغ ضخمه من مصارف أوروبية فانتقلت الازمه الي هناك وأنهار الاقتصاد الأوربي
وانخفضت التجاره  العالميه ما بين النصف والثلثين وانخفض مستوي الدخل الفردي والمدن تأثرت بشكل أكبر وخاصةً الصناعيه منها اعمال البناء توقفت في معظم الدول وزادت معدلات البطالة ورغم الكساد الذي بدأ في 1929 الا ان التفائل كان لازال سائداً
وفعلا ... بدأت الازمه في الزوال ببدايه 1933 وأعدت الدول برامج مختلفه للنهوض منها ، تركت الازمه الاقتصاديه الكبري تأثيرا كبيرا في الأنظمة الاقتصادية الرأسماليه التي تعتمد علي الإستثمار الجر من قِبل الأفراد ويغيب فيها التوجيه والمراقبة وتحول الي
اقتصاد موجهٍ من الحكومة
  • اما في السياسية فحدث انهيارات وتحولات مثلما انهارت جمهوريه "فايمار" وهي الجمهوريه التي نشأت في ألمانيا في الفتره من 1919 الي 1933 نتيجة فشلها في حل ازمه الكساد الكبير في البلاد وتولي بعد ذلك النازيون مقاليد الحكم في ألمانيا كما إتبعت دول كثيرة سياسه الاكتفاء الذاتي مثلما حدث مع النظام الفاشي في إيطاليا وأغلقت أسواق كثيرة في وجه التجاره العالميه وتوقف بذلك التبادل التجاري
  • واليوم أزمه كورونا تُعيدنا 100 عام الي الخلف حتي صنفها عمدة نيويورك انها اكبر ازمه امريكيه منذ الكساد العظيم، ففي شهر مارس استغرق سوق الأسهم الأمريكيه 15 يوما فقط للهبوط بنسبة 20% وهو أسرع انخفاض لها علي الإطلاق وكان وزير الخزانة الأمريكية "ستيف منوشين " قد حذر من أن معدل البطالة قد يتجاوز 20% حتي خلال فترة الكساد العظيم لم يتم إغلاق معظم النشاط الاقتصادي والتجاري كما هو الحال الآن العالم أجمع ، الأضرار الاقتصادية خلال فترة الكساد العظيم حدثت علي مدي ثلاث سنوات 
  • اما كورونا فقد أحدث أضرار مماثلة في ثلاث اسابيع فقط
فهل يشهد العالم ازمه ماليه أسوأ من الكساد العظيم
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات